مصنف بواسطة:

الأخبار

بالتعاون بين معهد الدوحة للأسرة وأكاديمية ريناد: تدشين بطاقات التنظيم العاطفي لأطفال التوحد

معهد الدوحة الدولي للأسرة، بالتعاون مع أكاديمية ريناد، بطاقات التنظيم العاطفي وذلك في إطار جهود مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع للتوعية بالتوحد في دولة قطر، والتزامًا منها بتحسين حياة الأفراد من ذوي التوحد وأسرهم، وتعزيز اندماجهم في المجتمع، وتطوير استراتيجيات التدخل المبكر، من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج والدراسات والبحوث بالتعاون مع نخبة من أهم خبراء معهد الدوحة الدولي للأسرة، ومنظمات المجتمع المدني. وأكد عدد من الخبراء والمختصين في تصريحات ل الراية على أهمية هذه المبادرة المبتكرة، والمصممة لدعم الأطفال عامةً، والأطفال ذوي التوحد خاصةً من أجل تطوير مهارات التنظيم العاطفي، وذلك من خلال إطلاق بطاقات التنظيم العاطفي التي طورها معهد الدوحة الدولي للأسرة وأكاديمية ريناد. مشددين على أهمية التنظيم العاطفي والتفاعل الاجتماعي، في تزويد الأطفال بأدوات عملية تسهم في تحديد مشاعرهم وفهمها، والتحقق منها والتعبير عنها بشكل واضح وفعال.




قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، ل الراية: إن المعهد حريص على إطلاق المبادرات والدراسات التي تنتج عنها سياسات تدعم التواصل الأسري. وذلك من خلال خلق أدوات لمساعدة الأهالي على تقوية علاقتهم بأبنائهم، وتنمية قدراتهم لمواجهة التحديات التي يمرون بها.

وأوضحت أن هذه البطاقات تتماشى مع مبادئ وقيم الأسرة القطرية، حيث تتميز برسوم توضيحية ملونة، تصور تعابير الوجه والإشارات اللفظية المصاحبة لكل حالة شعورية. حيث تضمن الطبيعة البصرية للبطاقات إمكانية التواصل مع الأطفال من مختلف القدرات بمن فيهم الأطفال من ذوي التوحد، للاستفادة من المساعدات البصرية المستوحاة من الثقافة القطرية، كما تستخدم هذه البطاقات كمحفزات لتشجيع الأطفال على تحديد ومناقشة مشاعرهم، مما يتيح فهمًا أكبر لمشاعرهم ومشاعر الآخرين، لافتة إلى أن هذه العملية لا تعزز الوعي الذاتي فحسب، بل أيضًا التعاطف والذكاء العاطفي.

وأكدت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة أن قطر رائدة في دعم الأفراد من ذوي التوحد وأسرهم، من خلال العديد من السياسات التي تساهم في تحسين حياتهم، مشيرة إلى منح قانون الموارد البشرية الأم التي لديها طفل مصاب بالتوحد إجازة مدفوعة الأجر لمدة خمسة أعوام كما تم ابتكار أدوات تساعد الأهالي في التعامل مع أبنائهم المصابين، وأضافت قائلة: تم التعاون مع أكاديمية ريناد، من أجل العمل على دراسة سلوك الأطفال المصابين بالتوحد الموجودين لدى الأكاديمية، حيث تم استخدام هذه البطاقات مع هذه الفئة، لرصد تطور المشاعر عند الأطفال.




أوضح الدكتور خالد النعمة مدير إدارة البحوث وسياسات الأسرة في معهد الدوحة الدولي للأسرة أن هذه البطاقة جاءت من خلال دراسة على المجتمع القطري، للعمل على تحسين ضعف مهارات التواصل الفعال للأطفال ذوي التوحد، مشيرًا في تصريحات ل الراية إلى أن هناك الكثير من البطاقات الموجودة للمساعدة في عملية التواصل، ولكن ما يميز بطاقات التنظيم العاطفي عن غيرها، أنها تمت من خلال نتائج دراسات قام بها معهد الدوحة الدولي للأسرة، وأكاديمية ريناد على شريحة واسعة من الأطفال المصابين بالتوحد داخل المجتمع القطري.



وقال إن الدراسات أثبتت أن الآباء في البلدان العربية يواجهون تحديات متنوعة مرتبطة بتربية الطفل من ذوي التوحد، بالإضافة لمشكلات تتعلق بالعبء المالي للخدمات، والتعاون بين الوالدين ومقدمي الخدمات، هذا بالإضافة للشعور بوصمة العار من قبل أفراد المجتمع. مبينًا أن هذه التحديات التي تواجه آباء وأمهات الأطفال من ذوي التوحد تؤثر على رفاههم النفسي، ليعانوا من الضغط النفسي والاكتئاب، وارتفاع مستويات القلق مقارنة بالأسر التي لديها أطفال من ذوي النمو الطبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض في التماسك الأسري والقدرة على التكيف. وأكد النعمة على أهمية إدخال مبادرات مجتمعية لتصميم وتنفيذ برامج تدريبية للوالدين، تركز على تعلم مهارات المهارات والدعم النفسي، وتعزيز العلاقات الأسرية.



أوضح السيد ماثيو كامبيون المدير العام لأكاديمية ريناد أن الأكاديمية تهدف إلى تخصيص بيئة تعليمية مناسبة للطلاب ذوي التوحد، حيث تم تكريس الجهود نحو تيسير الوصول وتعزيز الشمول في العديد من المرافق داخل مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. موضحًا أن الأكاديمية تسعى إلى توفير الخدمات التعليمية المتخصصة للطلاب، وتوفير الدعم والتدريب اللازمين لأولياء الأمور.

وأكد أن هذه البطاقات تعمل على توفير نهج شامل للتعلم، مع التركيز على تنمية الطفل، حتى يتمكن من التعبير بشكل أفضل عن مشاعره. حيث قمنا بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة بتطبيق الممارسات القائمة على الأدلة والاستراتيجيات المدروسة، مع التركيز على قدرات طلابنا واهتماماتهم الخاصة. مضيفًا: يعمل فريقنا المتخصص للغاية من المعلمين وعلماء النفس لتنفيذ خطط تعليمية فريدة لكل طفل. حيث يتم التخطيط بعناية لاحتياجات التعلم وأسلوب كل طالب، ويتم تصميم التدريس والعلاج خصيصًا لتلبية هذه الاحتياجات.




 

كشفت السيدة شهناز البارودي خبيرة علم النفس بأكاديمية ريناد لـ الراية عن إطلاق دورات تدريبية لأهالي الأطفال ذوي التوحد، من أجل التعرف على بطاقات التنظيم العاطفي، وآلية العمل التي نقوم بها للتعرف على مشاعر الأطفال، مؤكدة على أهمية تعميم هذه البطاقات في البيت والمدرسة، حيث إن من أكثر الأشياء التي يعاني منها الأطفال المصابون بالتوحد هو عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها. مؤكدة على أن هذه البطاقات جاءت نتاج دراسات وأبحاث قام بها مجموعة من المختصين بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، وأكاديمية ريناد لخلق آليات جديدة تمكننا من التعامل مع هذه المشاعر.




قالت السيدة لولوة الدرويش منسق المناهج في أكاديمية ريناد: ركزنا في تصميم البطاقات على التصميم البسيط لمساعدة الطلاب على فهم أكثر وأعمق للمشاعر النفسية. موضحة أن البطاقات لم تعتمد على ألوان أو تفاصيل معقدة، حيث تم تصميم هذه البطاقات من قلب المجتمع القطري، من خلال شخصية فتى وفتاة يلبسان الزي القطري لكي تلامس الواقع الذي يعيش فيه الطفل في حياته اليومية.

مشيرة إلى أن هذه البطاقات تناسب المصابين في جميع المراحل التعليمية بداية من التعليم المبكر، وحتى المراحل الأعلى. حيث تم تطبيقها على شريحة واسعة من الأطفال المصابين بالتوحد، حيث تم رصد استجابة واسعة من قبل الأطفال. مؤكدة على أن هذه البطاقات أصبحت من ضمن الروتين اليومي المستخدم في صفوف أكاديمية ريناد. لمساعدة الأطفال على تحديد وتنظيم مشاعرهم وانفعالاتهم العاطفية، مما ساهم في تعزيز تركيزهم في الصف الدراسي.




وتابعت قائلة: بالإضافة إلى تسهيل التعرف على المشاعر، تقدم البطاقات استراتيجية إدارة المشاعر والتعبير عنها بطريقة صحية، حيث يتعلم الطفل من خلالها تقنيات عملية مثل التنفس العميق، وتمارين اليقظة والتحدث الذاتي الإيجابي، كما تساعدهم على تطوير مجموعة من مهارات التأقلم التي تمكنهم من التغلب على التحديات العاطفية بشكل فعال.

منحة أسرة البحثية

أطلق معهد الدوحة الدولي للأسرة منحة "أسرة" البحثية في دورتها السادسة، والتي تتمحور حول قضايا الأسرة العربية والسياسات الأسرية.

اكتشف المزيد