مصنف بواسطة:

الأخبار

كيف يمكن للآباء تعزيز الاندماج الاجتماعي والتطور الشخصي لأطفالهم ذوي التوحد؟

التاريخ: ٢١، مايو ٢٠٢٤
خبير من مؤسسة قطر يتحدث عن أهمية دور الأب في تنمية شخصية الطفل، وولي أمر لطالب في أكاديمية ريناد يحثُّ الآباء على تقدير أبنائهم والاعتزاز بهم

الدوحة – سيف الحموري – أكد الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة البحوث والسياسات الأسرية في معهد الدوحة الدولي للأسرة، أن الدعم العاطفي الاسري للأبناء ذوي التوحد يساعدهم على تجاوز التحديات وتحقيق نجاحاتهم ومدهم بالمهارات الاجتماعية المطلوبة بشكل تدريجي ليسهل عليهم القيام بالمهام اليومية البسيطة والاعتماد على النفس».

وأضاف: «يلعب الأب بالتحديد دورًا مهمًا في تعزيز التواصل وبناء العلاقات مع الأطفال ذوي التوحد، ويشمل ذلك الاهتمام الفعّال والمشاركة في الأنشطة التي تعزز التواصل اللفظي وغير اللفظي، لافتا إلى أنه يمكن للأب أن يشكّل نموذجًا إيجابيًا للطفل في التواصل وتحفيزه على تطوير مهاراته الاجتماعية وجعله يحس بالأمان والطمأنينة من خلال توفير بيئة تفاعلية وتعليمية».

وأشار إلى أن دراسة قام بها معهد الدوحة الدولي للأسرة حول رفاه الاسر المتعايشة مع اضطراب طيف التوحد تكشف أن عزل الأطفال ذوي التوحد وعدم إشراكهم في المناسبات الاجتماعية يؤدي إلى شعورهم بالعزلة وفقدان حس الانتماء، مما يؤثر سلبًا على تطورهم الاجتماعي والعاطفي والوجداني.

وأكد د.النعمة على الدور الهام الذي يلعبه الوعي المجتمعي في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، وقال: «في المعهد، نشدد على أهمية تنمية الوعي المجتمعي لبناء ثقة الطفل في نفسه».
وقال المحامي خالد المهندي، والد الطفل عبدالله المهندي، وهو طالب في أكاديمية ريناد، المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: «منذ تشخيص عبدالله بالتوحد، أدركت حجم الدور المنوط بي كأب، فقمت بإعادة تنظيم أولوياتي على مستوى جميع الجوانب المهنية والشخصية والاجتماعية التي تهمني، وتحوّل هدفي الأسمى إلى رعاية ابني وتطوير قدراته لتسهيل اندماجه في المجتمع».

وتابع:» لم أنطوِ على نفسي، ولم أشعر بالحرج بشأن حالة ابني، بل احتضنتها بكل فخر. لقد أصبح عبدالله رفيقي الدائم – نستكشف معًا كل الأماكن في قطر، ونسافر وننخرط في أنشطة اجتماعية. هذه الرحلة شكلت رابطًا أعمق بيننا، وعززت لدى عبدالله شخصية تتمتع بالكاريزما والحضور اللافت، بفضل الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي».

بيّنت دراسة قام بها مركز الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن الوجود الوالدي الفاعل يؤثر بشكل إيجابي على تطور الطفل بشكل عام من خلال توفير بيئة داعمة. وبالنسبة للأطفال ذوي التوحد، يجب على الوالدين تقديم الدعم العاطفي والتعليمي الملائم لاحتياجاتهم الخاصة.

وقال الوالد المهندي: «منذ عمر مبكّر، حرصت على تهيئة عبدالله للتواجد في المناسبات الاجتماعية، وملاحظة كيفية تعامله مع ردود الفعل المختلفة التي قد تصدر عن الآخرين تجاهه، إلى أن اعتاد الأماكن العامة وباتت تشكل بالنسبة له مساحة آمنة. كما أنني حاضر دائمًا في كل الأنشطة المدرسية، لأنني أدرك كم يدخل ذلك البهجة إلى قلب ابني، وكم يعزز صحته النفسية».

وفقًا للوالد، حين يتجاهل الآباء احتياجات أطفالهم من ذوي التوحد، ويحيلون مسؤوليات الرعاية إلى الأمهات فقط، فإنهم يحرمون أطفالهم عن غير قصد من المهارات الحياتية الأساسية.
وأوضح أن هناك أوقاتا يواجه فيها هؤلاء الأطفال التنمر حتى داخل أسرهم. ويحدث هذا عندما ينعزلون عن البيئة الخارجية، وعندما يتم تهميش احتياجاتهم بسبب ادعاءات الوالدين بالانشغال الدائم»، لافتا إلي ضرورة أن يظل الأطفال، وخاصة ذوي التوحد أو ذوي الاحتياجات الخاصة، في مقدمة أولويات كل والد، وقال علينا نحن الآباء أن نشارك قصصنا كي نعزز الوعي المجتمعي حول حقوق الأفراد من ذوي التوحد».

وفقًا لتوصيات دراسة أجراها، يُشدد معهد الدوحة الدولي للأسرة على ضرورة أن تهدف حملات التوعية بالتوحد إلى إرشاد أفراد المجتمع حول أعراض التوحد والسلوكيات التي قد يظهرها الأطفال من ذوي التوحد، مما يساعد على فهمهم ودعمهم بشكل أفضل. ويؤكد الدكتور النعمة أن مشاركة الآباء لقصصهم وتجاربهم مع الآخرين، يعزز الوعي حول أهمية دمجهم وقبولهم وفهم احتياجاتهم.

منحة أسرة البحثية

أطلق معهد الدوحة الدولي للأسرة منحة "أسرة" البحثية في دورتها السادسة، والتي تتمحور حول قضايا الأسرة العربية والسياسات الأسرية.

اكتشف المزيد